"لن نجاريكم في كل شيء".. مضيان يُعلن معارضة "ضمنية" لأخنوش ويُذكر بسيناريو الخروج من حكومة بنكيران
أظهر النقاش حول مشروع قانون المالية داخل قبة البرلمان أن مكونات الأغلبية، التي أُريد لها أن تكون أقل عددا وأكثر انسجاما، ليست على قلب رجل واحد بخصوص مضامين الوثيقة المتحكمة في السنة المالية 2022، بل أظهرت أن الفريق النيابي لحزب الاستقلال سيمارس معارضة من داخل التحالف الأغلبي، وهو ما أكده ضمنيا رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، نور الدين مضيان اليوم الأربعاء.
وأعادت مداخلةُ مضيان طرح علامات استفهام حول رضى الاستقلاليين على التشكيلة الحكومية الحالية التي يترأسها عزيز أخنوش، والتي اعتُبر حزبهم "الخاسر الأكبر" في تفاهمات تشكيلها، وهو ما ظهر خلال نقاشه لمشروع قانون المالية أمام الوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع، داخل لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، موردا "المعارضة من حقها أن تنتقد وتقدم البدائل وهذا دورها، والأغلبية من حقها أن تقدم النصيحة والتنبيه من أجل التصحيح".
وأورد مضيان، الذي كان أحد المرشحين نظريا للاستوزار، "انتقلنا نحن الفريق الاستقلالي من المعارضة لسنوات إلى الأغلبية، وهذا لا يمنعنا من التعبير ومن تبليغ رسائل الأمة، لأن من صوت علينا هو الشعب ويجب أن نوصل صوته سواء من خلال المعارضة أو الأغلبية لأن صوته أمانة"، داعيا الحكومة إلى "التمييز" بين الأغلبية الحكومية والأغلبية البرلمانية، فهذه الأخيرة، حسب قوله "لن تجاريكم في كل شيء ولم نأتِ هنا للتصفيق"، مضيفا "جئنا للعمل والتوجيه وإكمال عمل الحكومة وتصحيح الاختلالات إن وجدت".
ورغم تأكيد مضيان أن البرلمانيين الاستقلاليين سيظلون مساندين للأغلبية، إلا أن لهجته أكدت ما كان يدور في الكواليس حول أن قيادات حزب "الميزان" غير راضية عن موقعها في التشكيلة الحكومية، إذ اكتفت بـ4 حقائق منها 3 لأشخاص ليسوا من قيادات الحزب بل منهم من أُلحق به في آخر لحظة، باستثناء الأمين العام نزار بركة، الذي اكتفى بحقيبة "التجهيز والماء" وهي حقيبة مبتورة من قطاع النقل الذي عادة ما كان الاستقلاليون يتولونه في وزارة واحدة.
وتشبه ردود فعل حزب الاستقلال مقدمات خروجه من الحكومة في النسخة التي ترأسها عبد الإله بن كيران، مع فارق جوهري هو أن انضمامه له في 2012 كان تحت قيادة عباس الفاسي، أما مغادرته لها في 2013 فكانت بعد وصول حميد شباط لموقع الأمين العام، في حين أن "المعارضة من الداخل" بدأت الآن في ظل بقاء نزار بركة أمينا عاما، ما يشي بوجود خلافات بينه وبين قياديي الصف الأول داخل الحزب.